في مواجهة الحرب.. الرمل يحتفي بالكولاج

شارك المقال

سبــها / أسمـاء المُتخصّصة في هندسة الحاسوب قررت مقاومة الحرب بطريقتها في قلب المدينة الصحراوية سبـها حيث تحتفي الجدران بأعمال الطبيعة، ويسحرك بريق الماء وسمرة التراب الندي في أعمالها.

أنجزت أسـماء العديد من اللوحات وأقامت خمسة معارض تنقلت خلالها بين سبها وطرابلس وبنغازي وأخيرا شاركت في المعرض الفني التشكيلي الدولي (معرض لايتنق الدولي) في السعودية بمنطقة عسير، وكانت الممثلة الوحيدة لليبيا.

إلا إن العديد من الظروف الصعبة تواجهها في عملها الفنّي لمقارعة الحرب كنقص توفر الخامات وانعدام المعارض الفنية وعدم وجود مشاركات واسعة لها لتجعل من أسماء أكثر حماساً للإنتاج وسط الإنعدام التى تعيشه البيئة الفن التشكيلي عموماً في ليبيا.

 

تقول أسماء “بدأت أرسم بقلم الرصاص ثم انتقلت للرسم بالفحم، والحقيقة كنت أبحث عن ميناء لأرسو فيه وكان الكولاج ” فن التركيب ” محطتي الأخيرة التي أحببتها كثيرا والمعروف أن الكولاج يعتمد بالدرجة الأولى على تركيب الورق لكنني طورته لخلق تفاصيل جديدة مستخدمة الخامات الطبيعية في لوحاتي مستثمرة هوايتي في ممارسة الأشغال اليدوية”.

وتمضي في حديثها “كنت محظوظة لتمتعي بالتشجيع الدائم من أساتذتي خلال فترة دراستي ودعم عائلتي التي وفرت لي المناخ المناسب، أطمح لتطوير موهبتي وهوما جعلني حريصة على الاستمرار رغم كل الظروف “.

يطغى اللون الأسمر والأسود في خلفية جُل الأعمال التي تبرزها مما يمنحها أكثر جمالية ولفتًا للنظر فللّون الأسود سحره وحضوره الّذي قد لا يدركه الكثيرون، لتكتشفها وتوظفها في جميع أعمالها.

وعند الاطلاع على أعمالها تجد تجسيد الطبيعة كالأشجار والأزهار حاضرًا بقوة، واستخدام الورود المجففة والخشب ولحاء الشجر في لوحاتها الفنية.

 

لا تزال تتذكر أسماء أول أعمالها في فن الكولاج حينها سخرت خامات بسيطة من الطبيعة لينال إعجاب وتشجيع أسرتها وأصدقائها وجيرانها، إلا إنها تجد صعوبة كبيرة لمن يقدم لها الدعم وتشجيعها بهذا المجال الفني، رغم مرور سنوات على إقامتها لأول معرض فني بجامعة سبها لتكن الخطوة الأولى المهمة.

بدأت أسماء حالياً في تبنّي مجموعة من المواهب الشابة لتدريبها حول فن الكولاج وترى إنه مُلفت لنظر الجمهور، لبساطته وتلقائيته، عكس الأعمال السريالية المعقدة وتحتاج لشرحها للجمهور، حتى تكون قريبة من وجدان الإنسان البسيط وأن تُزين أعمالها بمختلف جدران البيوت والمكاتب والطرقات العامة.

مقالات ذات صلة